على الرغم من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد خلال العام 2020م، فقد بدأت شركة موبايلي حصد أولى ثمار استراتيجية GAIN التي حلّت محل استراتيجية RISE والتي تم تحقيقها في عام 2019م. وقد صُمّمت استراتيجية GAIN بهدف وضع الشركة على مسار تسريع النمو المستدام وتعزيز الربحية.
تركّز استراتيجية GAIN على تحديد فرص النمو وتعزيز القدرات لتحقيق الاستفادة المثلى من هذه الفرص. وبفضل النجاح الذي حققته استراتيجيتنا الطموحة، بالإضافة إلى تعاملنا بحرص وسرعة مع جائحة فيروس كورونا المستجد، فقد تمكّنت شركة موبايلي – بعد انقطاع دام ست سنوات – من معاودة توزيع الأرباح النقدية لمساهميها وذلك عن السنة المالية 2020م.
واصلت شركة موبايلي، وفق الأسس الشاملة لهذه الاستراتيجية، تركيزها على تسريع تدفق الإيرادات الرقمية، مع حرصها على تحسين مستوى خدمات العملاء. وقد أحرزت الشركة تقدمًا واضحًا في هذين المجالين خلال العام 2020م، على الرغم من المنافسة الشديدة وغيرها من التحديات التي سادت قطاع الاتصالات في المملكة.
سلامة الموظفين والعملاء والمجتمع في المقام الأول
كان للتدابير الاحترازية التي تم اتخاذها محليًا وعالميًا بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد أثر ملموس على قطاع الاتصالات. إلا أن النهج المبادر والفعال الذي تبنّته شركة موبايلي في ظل هذه الظروف ضمن لنا استمرار العمل وفق خطط استمرارية الأعمال لتحقيق الأهداف الرئيسية، والمتمثلة في الحفاظ على سلامة موظفي موبايلي وعملائها، ومواصلة تقديم الخدمات.
من منطلق المسؤولية الاجتماعية تجاه المملكة العربية السعودية وشعبها، نفّذت شركة موبايلي عددًا من المبادرات الموجّهة لصالح المجتمع، في حين لعبت البنية التحتية الرقمية دوراً حيوياً خلال الجائحة، سواء على صعيد العمل والتواصل المهني أو على صعيد الحياة الشخصية والتواصل اليومي.
حيث وفّرت موبايلي لجميع عملائها خدمة التصفح والاستخدام المجاني على المنصّات الصحية والتعليمية الإلكترونية، منها بوابة التعليم الوطنية (عين)، ومنظومة التعليم الموحدة، وتطبيق الصحة الوطني (صحة)، وغير ذلك من الخدمات الحكومية مثل خدمة ”أبشر“. كما قامت الشركة بتوزيع 40,000 شريحة بيانات مجانية للطلاب لدعم عملية التعلّم عن بعد.
واستضافت موبايلي البث المجاني والمتواصل لرسائل التوعية اليومية الصادرة عن الهيئات الحكومية، والتي تهدف لزيادة الوعي بفيروس كورونا المستجد، وواصلت دعمها لوزارة الصحة من خلال تشغيل مركز للتحكم بالبيانات، على نطاق غير مسبوق، بهدف إدارة وتنسيق جهود الاستجابة للجائحة.
أداء ريادي على مستوى القطاع
امتدّت تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد لتشمل بعض جوانب النشاط التجاري لشركة موبايلي – وأبرزها البيع المباشر لباقات الاتصال والأجهزة، وخدمات التجوال. إلا أن موبايلي حافظت على مسار النمو ونجحت في تحقيق نتائج مالية متميزة للعام 2020م.
وبعد تعليق توزيع الأرباح النقدية لفترة ست سنوات، يسرّنا صدور موافقة مجلس إدارة الشركة على معاودة توزيع الأرباح النقدية، والتوصية للجمعية العامة السنوية بتوزيع أرباح بقيمة 0.5 ريال سعودي للسهم الواحد للمساهمين الكرام، وذلك عن العام 2020م. وتأتي هذه التوصية شاهدًا على النجاح من خلال التوجه الاستراتيجي الحالي للشركة، والتزامها الراسخ نحو خلق وتعزيز القيمة المستدامة للمساهمين.
دعم مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية
تلتزم موبايلي بالمساهمة في دعم أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وبدعم تنفيذ استراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات 2023 – وهي خطة خمسية تقوم على تأسيس ركائز رقمية لتمكين حاضر مترابط ومستقبل مبتكر للمملكة. وتفخر الشركة بالدور الفعال الذي تؤديه في إطار دعم هذه الاستراتيجية، وبالخطط التي وضعتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بهدف إطلاق مرحلة جديدة من التحول الرقمي في المملكة.
كما تواصل موبايلي التزامها برفع مساهمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي للقطاعات غير النفطية، مما يساهم بدوره في دعم تنويع الاقتصاد السعودي تماشيًا مع الأهداف الاقتصادية لرؤية المملكة. قامت موبايلي خلال العام 2020م بزيادة تغطية شبكة الألياف البصرية (FTTH) في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، كما توسّعت في تغطية شبكة الإنترنت اللاسلكي، ورفعت سرعة الشبكة إلى أكثر من 10 ميغابت في الثانية في المناطق النائية، وساهمت من خلال جهودها العديدة في زيادة عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في المملكة.
نجحت موبايلي بعقد شراكة مع الشركة السعودية للكهرباء الخاص بمشروعها الوطني لتركيب وتشغيل 10 ملايين عداد ذكي في أنحاء السعودية، مما يتيح الاستفادة من أحدث تقنيات إنترنت الأشياء لدعم تنمية وتقدم قطاع الطاقة الاستهلاكية في المملكة.
على صعيد آخر، تولي موبايلي أهمية كبرى لمشاركتها في اتفاقية فتح النطاق العريض التي تشمل كافة شركات الاتصالات السعودية، والتي تضمن توفير خدمات النطاق العريض من خلال أي من الشركات المزودة للخدمات بحسب اختيار المستخدمين، وبغض النظر عن الجهة المالكة للبنية التحتية. وتتيح هذه الاتفاقية إطارًا تتمكن موبايلي من خلاله تقديم خدمات الألياف الضوئية ذات النطاق العريض لسوق واسعة النطاق تضم 3.5 مليون منزل.
موبايلي في العام 2021م وما بعده
نظرًا للأهمية التي تمثّلها مسيرة التحول الرقمي في إطار تحقيق أهداف المملكة الاجتماعية والاقتصادية، وأهداف رؤية 2030، فإننا في موبايلي على ثقة تامة من أن المشاريع الهامة التي يجري التخطيط لها حاليًا ستتيح فرصًا استثنائية لمقدمي خدمات الاتصالات، وفقًا لرؤية المرحلة المستقبلية من استراتيجية GAIN.
كما نسعى لمواصلة جهود تحويل المسار من خلال تعزيز دمج وتكامل جزء أكبر من خدمات موبايلي الرقمية، مع التركيز في الوقت نفسه على تبسيط الهيكلة والإجراءات الداخلية للشركة عبر تحسين الكلفة وتعزيز الأتمتة، ومواصلة التوسع في عقد الشراكات الخارجية.
شكر وعرفان
اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر والتقدير لزملائي من أعضاء مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية وموظفينا المخلصين على استجابتهم الفعالة وتعاملهم المهني مع الأحداث غير المسبوقة في العام 2020م. فمن خلال تنفيذ القرارات المدروسة والتدابير الحكيمة، نجحت موبايلي في ضمان سلامة الموظفين والحفاظ على مسار النمو، كما واصلت تقدمها وازدهارها نتيجة للنجاح الذي أثمره تطبيق استراتيجية GAIN، والذي توّج الجهود الدؤوبة والمخلصة لجميع العاملين في الشركة.
كما أتقدّم بالشكر والتقدير لحكومتنا الرشيدة، ولشركائنا الاستراتيجيين، وللمساهمين الكرام على دعمهم وثقتهم الغالية بشركة موبايلي، فيما نبدأ جني ثمار مرحلة جديدة من النمو والنجاح.